عزاء الفلسفة للمفكر بوئثيوس يعد من أكثر الكتب شهرة ، ترجم لعدد كبير من اللغات. النسخة التي اقتنيتها كانت من ترجمة د. عادل مصطفى ومراجعة د.أحمد عثمان…. وجدت هذه النسخة ممتازة، فعند قراءة الكتاب لم أشعر أنها ترجمة، اللغة كانت واضحة ومباشرة.
كتب بوئثيوس كتابه في السجن عندما حكم عليه بالموت نظير آرائه الفلسفية، فجاء الكتاب تحفة فلسفية وأدبية، فلا شئ يشبه الكتابة عند اقتراب النهايات..أي نهاية سواء الموت أو حتى نهاية العلاقات البشرية.! في هذا الكتاب الذي يعد مثال رائع لأدب السجون يجري بوئثيوس حوار مع الفلسفة ليسلط الضوء على قضايا فلسفية تهم كل فرد..معنى السعادة، الوطن، الحظ، الشهرة وغيرها. الكتاب ينقسم إلى ٥ فصول: التشخيص، الحظ والسعادة، الفلسفة والسعادة، الخير والشر، وحرية الإرادة الإنسانية وشمول العلم الإلهي. في “عزاء الفلسفة”، يسأل بوئثيوس الفلسفة عدة أسئلة ليستقر باله..فيتدرج حتى توضح له الفلسفة ماهية الخير الأسمى، ليموت بوئثيوس وهو مرتاح البال.
الكتاب جعلني أعيد التفكير في عدة أمور خصوصًا في حديثه عن السعادة…”ليس شقاء إلا ماتعده أنت كذلك”، ““لماذا ، يا أهلَ الفناء ، تبحثون عن السعادة خارج أنفسكم وهي كامنةٌ فيها ؟!”
كتاب يستحق القراءة بلا شك 🙂