تقول ميلر مؤلفة الرواية أنها كتبت “أغنية أخيل ” بعد قرأتها للإلياذة وتأثرها بالحزن الذي لف أخيل بعد وفاة صديقه وحبيبه “باتروكلوس”. قرأت الرواية بالإنجليزية وأسرتني لغة ميلر وطريقة سردها بالرغم من أني أعرف القصة مسبقًا . فلقد قامت الكاتبة بالتركيز على الجانب الليِّن من أخيل، “الجانب البشري، الطاهر الذي يسكن كل واحد منا”، بدلا من التركيز على سخط أخيل الذي وُصف في الإلياذة. وجاءت “أغنية” في عنوان الرواية “أغنية أخيل” كرمز لمشاعر أخيل…وحبيبه باتروكلوس.. والتي ستفصح عنها الرواية.
لم تغيّر ميلر من الأسطورة نفسها، لكن ركزت القصة كما ذكرت على جانب مختلف فقط. وأبدعت بإختيارها لباتروكلوس كراوي القصة لأننا نعرف من الأسطورة أنه يُقتل في النهاية، فكانت النهاية عميقة ومن اخلالها استطاعت الكاتبة ليس على إنهاء روايتها بشكل رائع وحسب، بل على كشف المشاعر والصراعات الداخلية لباتروكلوس.
على أن العلاقة بين أخيل و باتروكلوس علاقة شاذة، إلا أن ميلر استطاعت على تصوير مشاعرهم بشكل ساحر. أجابت على كثير من الأسئلة التي قد تدور في ذهن القارئ عن علاقتهما…فهما يحبان بعض لأن كل طرف يظهر الإهتمام بالآخر بلا حدود. كلاهما يضحي من أجل الأخر دون مقابل…حب بلا أنانية
وصفت الرواية قدرة البشر على الحب بلا حدود وعلى جمال العلاقات البشرية. ولتوضح عمق علاقتهما، صورت ميلر إلى جانب قصة الحب بين أخيل و باتروكلوس ، عدد آخر من قصص الحب كحب أوديسيوس لبينيلوبي. واستعرضت هذه المشاعر والعلاقة القوية بين أخيل وباتروكلوس في حوارتهما البسيطة، وفي وصفها لنظراتهم، وفي خوفهما على بعضهما البعض.
ميلر التي درست التاريخ الأغريقي حافظت في روايتها على الجو الأغريقي عبر تضمينها للأساطير الأغريقية المشهورة وتقديمها وصف دقيق للأماكن فكأنها تأخذ القارئ لعالم أخر حيث الأساطير والأبطال.