رواية دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب للكاتب ربيع جابر رواية تاريخية فازت بجائزة البوكر العربية في دورتها الخامسة (٢٠١٢). تتناول الرواية أحداثًا تاريخيةً حقيقية: نفي دروز لبنان إلى بلغراد إبان الحكم العثماني . من بين هؤلاء الدروز المنفيين، يحكي لنا ربيع جابر حكاية المسيحي حنا يعقوب والذي تواجد في المينأ حينما كان يتم ترحيل الدروز، ومن هنا تبدأ معاناته في تواجده في الوقت والمكان الخطأ. بالرغم من أن الرواية تحمل اسم حنا يعقوب، إلا أن العنوان مضلل، فبعد صفحات قليلة سيكتشف القارئ أن الرواية حكاية عن عدد من الأشخاص والذي يجمعهم مصير واحد: السجن
هذه الرواية مثال على أدب السجون. ففي روايته، ربيع جابر يصور الحياة خلف قضبان السجن، وظلم السجان والقهر والتسلط اللذان يمارسان على السجين. الكاتب جسد معاناة حنا يعقوب والدروز معه بشكل عميق وصور عذابهم اليومي بشكل آسر. الكاتب لم يكتفي فقط بتجسيد عذابات المساجين بل أنتقل بنا لأهلهم في الديار ووضح كيف أن عذاب السجن لا يطال السجين فقط بل يمتد لكل فرد من عائلته. عذاب زوجة حنا يعقوب بعدما اختفاء زوجها والذي أفرد له الكاتب بضع صفحات فقط تركني وحده لساعات أفكر بآلمها…كيف استطاعت العيش بدونه، كيف استمرت على قيد الحياة وهذا العذاب يثقل كاهلها ويمزق قلبها؟
روعة الرواية لا تكمن فقط في تجسيد الكاتب لمعاناة المساجين، بل في توظيفه لحدث تاريخي مهم-نفي الدروز في القرن التاسع عشر- يكاد معظم القراء لا يعرفونه.
تعتمد الرواية على النمط الوصفي بشكل أكبر من النمط الحواري، فنقلت لنا الرواية مشهدًا حقيقيًا من القرن التاسع عشر. دروز بلغراد مليئة بالرمزية، مثل مايظهر في اختيار الاسم للشخصية الرئيسية في الرواية “حنا يعقوب.” ايضًا الكاتب أبدع في نبذه للطائفية وتوضيحه أننا بالنهاية كلنا بشر نشترك في نفس المصير بغض النظر عن العرق أو الدين ، وأن في داخل كل واحد منا بذور للحب والتعاطف والتراحم لإخوتنا البشر في كل مكان…الأرض مكان جميل للعيش لو نبذنا الطائفية والعنصرية