رواية زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية يتناول فيها الكاتب القضية الفلسطينية بإبداع. تبدأ القصة في آواخر الحكم العثماني، وتنتهي قبيل تسليم الخونة الإنجليز فلسطين للصهاينة المحتلين. تقدم القصة سرد تاريخي لتاريخ فلسطين ونضال أهلها العظيم، وفي نفس الوقت تقدم قصة رمزية لعلاقة الإنسان بالخيل. زمن الرواية رائع لأنه يقدم جزء من تاريخ فلسطين يكاد يكون غائبًا عن الكثير من جيلنا. معظمنا يعرف عن القضية الفلسطينية، ولكن قليل منا من يعرف عن تاريخ فلسطين ونضالها الطويل وعن اغتصاب الصهاينة لهذه الأرض الطاهرة
الرواية لا تروي فقط قصة شعب ناضل من أجل الحياة، بل قصة الإنسانية …كيف يحب ويموت ويناضل الشخص من أجل مبادءه وكيف بالمقابل كيف يمكن أن يكره ويقتل ويتجرد الشخص من أنسانيته. أبدع الكاتب في تقديم هذه الملحمة بتجسيده الحي للصراع المر بين الفلاحين الفلسطينين أصحاب الأرض الأصليين وبين الأتراك إبان حكم العثمانين وبعدها أثناء الإنتداب الإنجليزي
لا يمكنني أن أصف ما شعرت به أثناء قراءة الرواية، بالرغم من أني شاهدت العديد من البرامج الوثائقية عن نكبة فلسطين، إلا أنني لم أشعر بالخيبة مثلما شعرت أثناء قراءة زمن الخيول البيضاء. كرهت في العرب سذاجتهم في تصديق الخونة الإنجليز…كرهت تخاذلنا، وضعفنا..كرهت غبائنا ! وأكبرت في الفلسطينين -أطفالًا، ونساء ورجالاً وشيوخًا- قوتهم ونضالهم المستمر وحبهم المنقطع النضير لأرضهم.. الهادية سكنت في قلبي، واحتل أهلها كلهم روحي
الخيول البيضاء في الرواية آسره، وعلاقة خالد بالحمامة أضافت بعد أدبي رائع للملحمة. في الأساطير العالمية، دائمًا مايكون الخيل الأبيض رمز للمنقذ والبعث . خيول “الهادية” البيضاء ستعود بإذن الله وستعود لنا فلسطين “مبعوثة” مرة آخرى ! رمزية الرواية تأخذها لبعد أكبر أيضًا…الحب والموت يلفان الرواية من البداية للنهاية…كاختصار للحياة
أجد نفسي عاجزة عن تقديم مراجعة جيدة كما تستحقها هذه الرواية…لذا أتمنى أن تقرأوا هذه المراجعة الرائعة للدكتور أحمد رجب، أستاذ الأدب الإنقليزي والمقارن في جامعة بيرزيت
http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=86943&date=6/17/2008