Uncategorized

الكتاب الثالث والأربعون: ديوان “إليك من رجل لا يحسن الكلام” للكاتب سليمان الطويهر

IMG_4029

هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها للشاعر سليمان الطويهر، وكانت لحسن الحظ تجربة جميلة. الديوان يحتوي على  ١٧ نصًا  متفاوتة الطول وموجهة كما هو واضح في العنوان إلى الحبيبة، النص الآخير “نوتات” مقسم إلى ٢٤ نصا قصيرا.  أسلوب الشاعر البسيط والأنيق جعل الكتاب في متناول القارئ العادي. اللغة سهلة والمواضيع قريبة من قلب كل شخص. معظم القصائد في الديوان مكتوبة بلغة مباشرة وكأنها مكتوبة من قبل شخص مر بكل تلك التجارب، ماجعلها أكثر صدقًا وأسرع ملامسة لروح القارئ. مثل هذه النصوص هي التي تذكر القارئ أنه ليس وحيدا…أن العالم كله يشاطره ألم وبهجة الوقوع في الحب. هذا ما يصنع الشعر الحقيقي برأيي. القصيدة التي عندما تقرأها تشعر أنها تتكلم بلسانك، تقول مالم تستطيع قوله…تصل لذلك السر الدفين في داخلك وتضعه أمامك لتحررك من قيوده…أو لتحتفل به بدلًا من اخفائه

أنتِ وأنا **

المتن والهامش

**يفصلنا دومًا خطٌ عريض

الصور والتشبيهات في الديوان جميلة. الاقتباس أعلاه من أحد القصائد التي أعجبتني في الديوان. توظيفه لتفاصيل عادية في الحياة اليومية بصورة فنية زاد من متعة قراءة الديوان بالنسبة لي

في نص “عاجل…من يريد الحلم” يكتب الطويهر:

أحلم بها لمِّاحة

لا أحتاجُ معها إلى طولة البال، وإعادة الكلام، وشرح النُكات!

تُجيدُ ملء الفراغات التي أتركها أثناء حديثي.

وأقول والفتاة تحلم بشاب بنفس المواصفات:) على أي حال، عندما قرأت النص تذكرت بالحال قصة ابن عربي عندما وصف النظام بنت الشيخ رستم التي ألتقاها في مكة، يقول ابن عربي: “بنت عذراء، طفيلة هيفاء، تقيّد النظر، وتزين المُحاضر والمَحاضر، وتحيرّ الناظر، تسمى بالنظام، وتلقب بعين الشمس والبها، من العالمات العابدات السايحات الزاهدات شيخة الحرمين، وتربية البلد الأمين الأعظم بلا مَيْن، ساحرة الطرف، عراقية الظرف، إن أسهبتْ أتعبت، وإن أوجزت أعجزت، وإن أفصحت أوضحت. إن نطقت خرس قس بن ساعدة، وإن كرمت خنس معن بن زائدة، وإن وفت قصر السموأل خطاه”

النص الثاني من “نوتات” مدهش…” أريد أن أكون معكِ…جربت في غيابكِ كل شئ، السفر، القراءة، الأصدقاء/لكن مقعدا شاغرا في الروح، يأبى أن يمتلئ بغيرك…”  الفراغ يمكن أن يمتلئ، لكن أحيانًا يفشل الآخرون في محاولة سد هذا الفراغ…وحتى يصل “المنقذ” يظل هذا الخواء في قلوبنا

النصوص الجميلة في الديوان كثيرة وكل مرة أقرأ فيها نصًا للطويهر، عشرات النصوص الآخرى التي قرأتها في دوواين وقصص عربية وإنجليزية تحيط بي…..هذا دليل أننا كلنا نمر بنفس التجارب، والكون أصبح أجمل لأن الشعراء والروائيين يكتبون ماعجزنا عن الإفصاح عنه

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s