تزممارت الزنزانة رقم 10 شهادة للسجين السياسي المغربي أحمد المرزوقي لما واجهه ورفاقه لأكثر من ١٨ سنة في سجن تزممارت السئ
السمعة لجريمة لم يرتكبوها. الكتاب صدر باللغة الفرنسية وترجم بعدها للعربية. في كتابه يروي المرزوقي قصته من البداية… التحاقه بالمدرسة العسكرية، ومن بعدها الإنقلاب العسكري الذي ضاح ضحيته طلاب المدرسة بالرغم من عدم علمهم بوجود انقلاب ومن بعدها المحاكمة السريعة والغير عادلة التي جرت والتي أدت لتغييبهم لعقود في سجن تزممارت محرومين من أبسط حقوق الإنسان…الطعام والعلاج. وفي نهاية الكتاب يروي المرزوقي عن حياته بعد السجن والمصاعب التي واجهها.
هل يمكنني أن أقول أن المرزوقي أجاد رواية قصة حياته؟ أشعر أنه لا يمكنني أن أعجب بلغة وأسلوب تروي أبشع صور من ينتمون لنا وهم أبعد ما يكون للبشر. المرزوقي فصّل قصته في السجن وذكر عن عذاباته هو ورفقته…كيف كانوا يقضون وقتهم، وكيف كانوا يقضون أيام بلا طعام وعن معاملة السجانين لهم.، وعن الأوضاع المزرية داخل السجن وعن كيف قضى معظم السجناء نحبهم ليس بسبب فقط الأوضاع الصحية بل بسبب الأوضاع النفسية التي أدت لانهيار بعضهم وموته.! لا أستطيع أن أصدق أن بيننا من يمكنه من فعل كل هذا لشخص آخر حتى لو كان عدو، فما بالك بشخص برئ
الكتاب تأريخ جيد لحقبة سياسية في المغرب، والمرزوقي أجرى بعدها حوار تلفزيوني مع قناة الجزيرة تحدث فيه أكثر عن سجن تزممارت السئ الذكر. في كتابه تشعر بالخجل أمام نبرة الأمل التي يحويها الكتاب بالرغم مما مر به الكاتب. حتى بعد خروجه من السجن في سن متأخر، لم يرضى المرزوقي أن يصبح عالة على أحد أو أن يبقى ضحية…بل كافح وسعى حتى التحق بكلية القانون. حبه لوطنه رائع، بالرغم مما حصل له، لم ينكر وطنه..بل مازال يطمح لمستقبل جميل للمغرب. هذا ما نحتاجه، أبناء مخلصون.
هذا من الكتب القليلة التي قرأتها في أدب السجون، ولكنه كان الأكثر تأثيرًا…ربما لأنه شهادة عربي