النظرات للمنفلوطي عبارة عن كتاب من ثلاث أجزاء يحوي مجموعة من المقالات التي كتبها وتدور حول عدد من المواضيع المختلفة معظمها يصب في النقد الإصلاح الاجتماعي. الكل يعرف المنفلوطي بلا شك، فهو أحد أبرز الأدباء العرب. في كتابه النظرات تتجلى قدرته الكتابية بشكل رائع، فهذا الكتاب ليس مجرد مجموعة مقالات، بل هو “ملحمة نثرية” بديعة.
أول مقال في الكتاب والذي كتب فيه المنفلوطي عن أهمية الأدب أكثر المقالات التي سحرتني، وحق على كل طالب أدب أن يقرأ ماكتبه في أهمية الأدب. كتب المنفلوطي معظم المقالات في الكتاب على شكل قصص وصاغها بأسلوب ساحر فكانت أكثر عمقًا وتأثيرا. بالرغم من أن هذه المقالات كتبت قبل أكثر من ٨٠ عاما، إلا أنها لازلت تعبر عن واقع اجتماعي نعيشه الآن، وما أحوج زماننا هذا بكاتب ومصلح اجتماعي كالمنفلوطي بدلا من بعض الكتاب الذين ملأوا الساحة الأدبية بروايتهم ومقالاتهم الماجنة والعقيمة للأسف
نعم تعلمت الكثير من النظرات، عندما تكلم عن حاجتنا للإحسان والمحافظة على عفتنا وعلى نشر الفضيلة بيننا تذكرت كم نحن غارقين في حياتنا اليومية لدرجة أننا نسينا ماكان يوما جزء لا يتجزأ منا. في مقالاته لا يشعر القارئ أن يستمع لموعظة أو نصيحة لأن الكاتب صاغ مقالاته في قالب أدبي. وفي قصصه يناقش المنفلوطي هموم المجتمع بجميع شرائحه وخصوصا الطبقة الكادحة، فاستطاع تجسيد همومهم وأحزانهم وبؤسهم…وحتى سعادتهم البسيطة. ليس ذلك فحسب، أسلوب المنفلوطي النثري رائع وسلس، لا يتكلف فيه بالمفردات ، يشد القارئ …كم أحببت مقالاته، أعدت قراءة بعضها عدة مرات لأستمتع بهذا النثر البديع
اشتريت نسخة “الأعمال الكاملة للمنفلوطي” وقرأت فقط “النظرات”، وأنا سعيدة لأني اشتريته، وبإذن الله سأقرأ بقية الأعمال في الكتاب
بالتأكيد أوصي الجميع بقرأته