أعتقد أن القليلات منا سيجدن الحُبّ إذا ما استمرينا بالبحث عنه كما لو كنا نتسوق، أو كما لو كان الزوج المثالي ينتظرنا لنجده. !
في الماضي، عندما كانت الفتاة مستعدة للارتباط فإنها تتزوج وعلى مدى السنوات الخمسين القادمة يتعرفان على بعضهما البعض. ولكن الآن بعدما تحررت الفتيات من معظم القيود، فإن طروء فكرة الاستقرار والزواج أصبحت أقل. الناس بطبيعتهم يخشون من إتخاذ القرار الخاطئ أكثر من خوفهم من عدم إتخاذ أي قرار. ومع وجود هذا العدد من الخيارات لاختيار شريك الحياة، فإن الفتيات أصبحن أكثر ترددًا بالالتزام. وبدلًا من ذلك، تظل الفتاة تبحث عن زوج “خيالي” كامل. بينما ما تحتاج أن تدركه هو أن الكمال ليس حُبَا.! فمعرفة شخص ما والاهتمام به والحصول على الاهتمام بالمقابل قد يصبح كمالًا وحُبًا..بالرغم من أن كلاهما ليسا مثاليين
يومًا ما قد تقعي في الحُبّ من النظرة الأولى، ولكن ما إذا كان هذا الحُبّ سيتطور لارتباط عميق ودائم يعتمد على قدرتكِ بالتأثر والتأثير. إن فكرة أن يصبح شخصان غريبين مناسبين لبعضهما البعض من النظرة الأولى قد تكون مجرد خيال ولكن قد يتحول هذا الخيال لحقيقة إذا كانا قادرين على صقل بعضيهما لجعل حياتهما أفضل
مبدأ التبادل مطبوع في أذهاننا منذ أول علاقة في حياتنا مع والدينا. فلو كانت علاقتكِ الأولى مع أم أو أب مصاب برهاب التأثر وكان يجد صعوبة بالتأثر بكِ بطريقة إيجابية فإن هذا يعني أن معظم التكيف كان من طرف واحد، فأنتِ الأن قد تواجهين صعوبة بالسماح للآخرين بالتأثير عليكِ، وهذا قد يقف في طريقك لإيجاد ا لحُبّ…..ولكن لا تيأسي مثل هذه الأنماط يمكن تغييرها. فمن الممكن أن تكوني أكثر وعيًا لكيفية تكوينك للعلاقات عادة ولأن تتعرفي لأكثر الأنماط نجاحًا أو فشلَا، عندها يمكنكِ أن تختاري كيف تتصرفين. بالرغم من أن عقول البالغين ليست مرنة كعقول الصغار، ولكن لازال باستطاعتنا صياغة مسارات جديدة والتي يمكن أن تغير من الطريقة التي نشعر بها
ولكن ماذا لو كنتِ فعلتي كل هذا العمل الصعب ومازلتِ لم تجدي الحُبّ؟ ولم تجدي الزوج المناسب؟ ماذا لو كنتي تعرفين كيف تُحِبّي و تُحَبّي ولكن مازلتِ لم تجدي ذاك الرباط الزوجي التي كنتي تأملين بالحصول عليه؟ إذن حان الوقت لأن تغيري السؤال من “ماذا لو لم أجد الحُبّ؟ إلى ” وثم ماذا لو لم أجد الحُبّ؟ وثم ماذا لو لم أقع في دوامة علاقة عاطفية تنتهي بي لذلك النعيم الدائم؟” هناك احتمالية إلى أن الحُبّ قد لا يكون ذلك الفردوس الذي تعتقدينه. لا تنخدعي بالثناء والتقديس الذي يغدق به الحُبّ ولا بتلك الصورة الوردية التي يصوّر بها الزواج. فهناك بعض التمجيد الكاذب حول مفهوم الرباط العاطفي
قد يكون الواقع محبطًا لأولئك اللاتي يعتقدن أن الزواج بلا شك تجربة إيجابية وتحويلية تمامًا … مع وجود شريك يجيب كل حاجاتها…وأن المتزوجات يتفوقن على العزباوات اللاتي ليس لديهن من يعتمدن عليه. ففي كثير من الأحيان حتى المتزوجون والذين يستمرون في علاقتهم يجدون أن مشاعر الحُبّ والحنان الأولى يمكن أن تنطفئ تدريجيًا لتتحول لمشاعر تملك وتدخل وازدراء، وربما يبدون للآخرين كزوجان مثاليان ولكن وراء الأبواب المغلقة هما شخصان منفصلان يمثلان فقط دور الزوجين ويتعلقان بفكرة “الزوجية” بدون ممارسة فعلية للرفقة. أحيانًا الزوجان أو أحدهما قد يدفعه إيمانه اللاوعي بأن الزواج قد يعرّفه ويجعله كاملًا للارتباط، وهذا ما سيجعلهما يشعران بالفراغ. أحيانًا أيضًا كل ما تبنى عليه العلاقة الزوجية هو فكرة “الارتباط” فقط….خيالات من القُرب والاتصال….لكن في الواقع كلا الطرفان بعيد عن الآخر ويمثل دوره فقط. كما أن أكثر التصرفات إيلامًا والتي يمكن أن تحدث بين الناس العاديين يمكن أن تحدث بين الأزواج أيضًا. من الصحيح أني قلت كل هذا لابهاجكن 🙂 ولكن من الصحيح أيضًا أن الحُبّ قد لا يكون كما يظنه البعض وربما الخطة ب ماعليكِ أن تتطلعي للبحث عنه
إذا كانت الخطة أ إيجاد الحُبّ والزوج المثالي إذن ماهي الخطة ب؟ هل هي العيش مع عائلتك والاعتناء ببعضكم البعض والاستمتاع بصحبة صديقاتك؟ هناك العديد من البدائل والخيارات التي تفضي لحياة رائعة. تستطيعين الحصول على الخطة ب أو ج أو د…. ونعم ربما قد تكوني رائدة في بديلك هذا، ولكن على أحدهن أن تبدأ بالبحث عن البديل….لماذا لا تكون أنتِ؟
وربما السؤال “ماذا لو أجد الحُبّ؟” هو السؤال الخاطئ الذي تسألينه عندما يتعلق الأمر بالرغبة بعيش حياة رائعة
ـ ترجمة بتصرف ـ المقالة الأصلية نشرت في الجارديان البريطانية