Literature · poetry · reading · تحدي القراءة ٢٠١٥

الكتاب الثالث والثلاثون: رواية “فئران أمي حصة” للكاتب سعود السنعوسي

unnamed-1

شعرت بالخوف عندما قرأت الصفحات الأولى من الرواية ! سيناريو مؤلم ومخيف لما قد يحدث إذا ما استمررنا بإنكار ما يجري أمام أعيننا

نسمع الرواية بدون أن نعرف اسم الرواي، كرمزية إلى أن الرواي الذي يسعى لترميم وطنه وإعادة لحمته هو كل شاب كويتي…قد يكون أنت أو أنت…بلا تصنيف…الكويت وطنهم جميعا. من البداية نعيش في كويت غير كويتنا الحبيبة…كويت مدمرة ماديا ومعنويا…كويت بشعب منقسم…أهل لم يعودا أهل. الدمار يلف المكان، الصورة مرعبة ومخيفة…أغمض عيني أحيانا لا أريد أن أتصور المشهد، يتخلل هذا الواقع لحظات تعود بنا للماضي..ماضي أجمل..لكن من هذا الماضي نستشف أن واقعنا ماهو إلا حصيلة حتمية لأفعال غضينا الطرف عنها…واقعنا حصيلة تراكمات ومشاحنات شاركنا فيها بشكل أو بآخر…على الأقل بسكوتنا عن تغذية الطائفية والتطرف

أبدع السنعوسي بتصوير شخصياته والصراع الطائفي القائم بينها ومانتج عن هذا الصراع…العودة لحصة وجارتها العراقية، الجدات الطاهرات اللاتي لم يفرقهن أي مذهب أو صراع…النقاء الذي نحتاجه….النقاء الذي يدعو به الراوي مجهول الاسم…كل كويتي

 كما في روايات بثينة العيسى، ورواية عبدالوهاب الحمادي وروايته “ساق البامبو” تحضر فكرة الكتابة بشكل واضح. الرواي يكتب رواية يرجح الناشر أنها ستمنع ـ وهو ماحصل بالفعل لرواية “فئران أمي حصة ”  يكتب رواية ربما وثّق فيها مايجري في “كويته”، ربما هي محاولة لتغير الواقع…للنسيان…أو للخلاص

فصول الرواية الأربعة مسماة على فئران حصة…((شرر، لظى، جمر، رماد)) ..تلخص ماحصل للكويت في الرواية

الرواية إهداء من قلب محب…من قلب يخاف على وطن وأهل يحبهم….من قلب لا يتمنى إلا أن تختفي فئران أمه حصة ويحل بدلًا منها تفاهم ومحبة وسلام تغمر قلوب أهله وتعمر بها كويته

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s