.so you’ve been publicly shamed ..ما يلي ترجمة سريعة (لم أدققها لغويا أو إملائيا..فعذرا على الهفوات 😊 ) للفصل الأول من كتاب جون رانسون
الفصل الأول : القلب الشجاع
بدأت القصة في بداية يناير 2012 عندما لاحظت أن شخصًا يحمل نفس اسمي “جون رانسون” بدأ بالتغريد على تويتر، مستخدمًا صورتي كصورته الرمزية، واسم المستخدم لحسابه كان jon_Ranson@ نفس اسمي.
آخر تغريده له والتي ظهرت أمامي بينما أنه أحملق بحسابه بدهشة كانت ” أنا ذاهب للبيت سأبحث عن طريقة إعداد طبق كبير من الجوارانا وبلح مقدم على الخبز مع المايونيز D: #يمممي”
أجبته على تويتر “من أنت؟” رد علي “أشاهد مسلسل ساينفيلد. أرغب بطبق كبير من الكرفس، وسمك الهامور، والكريمة الحامضة، والكباب مع عشبة الليمون foodie#.” لم أعرف حينها ما علي عمله.
****
في الصباح التالي تفقدت هذا الحساب قبل حسابي، ووجدت أنه قام بالتغريد في الليلة الماضية “أنا أحلم بشيء عن #الوقت #”العضو الذكري”. كان يتابع هذا الحساب عشرين شخصًا، بعضهم أشخاص أعرفهم، ولا بد أنهم كانوا يتساءلون لما أصبحت فجأة مهتمًا حول دمج أنواع الطعام وصريحًا حول حياتي الجنسية.
****
قمت بالبحث محاولًا معرفة من يقف وراء هذا الحساب، واكتشفت أن باحثًا شابًا يدعى لوك روبرت ميسون، كان يعمل سابقًا في جامعة وارويك، قام بالتعليق، قبل عدة أسابيع على فيديو نشرته في صحيفة الجارديان عن الرسائل المزعجة، قائلًا “بنينا لك infomorphالخاص بك، يمكنك متابعته على تويتر Jon_Ranson@”
بالبداية، اعتقدت أن هذا الحساب نوع من الرسائل المزعجة. لابد أن لوك هذا أعتقد أن ذلك سيعجبني، وعندما يعرف أني لا أرغب بذلك سيحذف الحساب. قمت بالرد عليه بتويتر “أهلا، هلّا حذفت هذا الحساب رجاءًا؟” رد علي بعد 10 دقائق، “نفضل أن نسمي هذا الحساب infomporph.” قطبت حاجبي بعد قراءتي لرده، ورددت على الفور ” ولكن هذا الحساب يستخدم هويتي”. رد علي : “هذا infomporphلم يستولي على هويتك، هو فقط يستنسخ بيانات التواصل الاجتماعي”
شعرت بضيق في صدري. “اللعنة، أنا في مزاج لتناول طبق من البصل المشوي مع الخبز المقرمش foodie#” غرد حساب Jon_Ranson@
أنا في حرب مع هذه النسخة الآلية مني!
****
مضى شهر ومازال الحساب يغرد بعشرين تغريدة يوميًا عن ارتباطاته الاجتماعية وسهراته ودائرته الكبيرة من الأصدقاء، ولديه 50 متابعًا، لابد أنهم كونوا تصورات خاطئة عن آرائي عن السهرات والاصدقاء بسبب هذا الحساب.
شعرت بالعجز أمام هذا السبامبوت..شعرت أن سمعتي تلطخت، فهويتي تم تعريفها بطريقة خاطئة من قبل غرباء ولا حيلة لي.
****
قمت بكتابة تغريدة للوك ميسون، إن كان مصرَا ألا يحذف هذا الحساب، فربما على الأقل أن يقبل أن نلتقي؟ يمكنني أن أصور لقائنا وانشره على اليوتيوب. وافق على طلبي، وأخبرني أنه سيكون سعيدًا لشرح فلسفته خلف هذا السبام. وأجبته بأني بدون شك مهتم لفهم فلسفته.
****
استأجرت غرفة في وسط لندن، وجلست هناك متوترًا انتظر. قبل موعد لقائنا بالضبط وصل لوك ومعه رجلين آخرين، باقي أعضاء فريقه. كل الثلاثة أكاديميون التقوا ببعضهم البعض في جامعة وارويك. لوك كان وسيمًا وهو الأصغر سنًا بينهم، وفقًا لسيرته الذاتية يعمل كباحث في التكنولوجيا والثقافة السيبرانية ومدير مؤتمر Virtual Futures. أما ديفيد بوسولا بدا كمعلم أنيق، ذاك النوع من الأشخاص الذي قد يتحدثون في مؤتمر عن الأدب حول أليستر كراولي. ديفيد يعمل في مجال الإبداع التقني وهو المدير التنفيذي لوكالة Philter Phactoryللتكنولوجيا التقنية. بينما كان دان او هارا الرجل الثالث حليق الرأس، نظراته ثاقبة، وفكه مشدود. دان في الثلاثينيات يعمل محاضرًا في الأدب الأمريكي في جامعة كولونيا، وقبل ذلك كان يعمل في أكسفورد. قام بالمشاركة في تحرير كتاب حول ج.ج بالارد، الاستعارات المتطرفة، وكتاب آخر “توماس بينشون: انفصام الشخصية والرقابة الاجتماعية”. وعلى حسب ما فهمت، ديفيد قام بالبناء الفعلي للسبامبوت، بينما قام الآخران بتوفير البحث والدعم الاستشاري.
اقترحت عليهم بأن يجلسوا بصف واحد على الأريكة حتى يتسنى لي تصوير اللقاء في لقطة واحدة. عندما ذكرت ذلك، دان نظر إليهما وقال “فلنجاريه” جلس الثلاثة حينها في صف واحد يتوسطهم دان.
سألته ما الذي يعنيه ب” فلنجاريه”؟
رد علي دان “هذه محاولة منك لتسيطر علينا نفسيًا”
سألته “هل تظن أن طلبي منكم الجلوس في صف واحد هو محاولة للسيطرة عليكم نفسيًا؟”
دان: “بالتأكيد”
أنا: “كيف ذلك؟”
دان: “أفعل ذلك مع طلابي. أجلس في كرسي لوحدي وأجعل الطلبة يجلسون في صف واحد على الأريكة أمامي”
أنا: “لماذا تود أن تسيطر على طلابك نفسيًا؟”
بدأ دان لوهلة قلقًا بأن أكون أمسكت به وهو يقول شيئًا غريبًا وبعدها أجابني “أنا أفعل ذلك للسيطرة على البيئة التعليمية”
بعدها سألته إن كان هذا اللقاء يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح؟ أجابني “لا” ووجه لي نفس السؤال وأجبته بـ “نعم”
دان: “لماذا؟”
وضحت لهم شكواي. “أيها الأكاديميون، لا يحق لكم الانقضاض على حياة أحدهم بلا دعوة واستخدامه كنوع من البحوث الأكاديمية وعندما أطلب منكم التوقف عن فعل ذلك، تردون علي بأن ذلك ليس سبام بوت بل فقط infomorph”
أومأ دان برأسه وانحنى قليلًا للأمام وقال: “لابد أن هناك العديد من الأشخاص يدعون جون رونسون بنفس اسمك، أليس كذلك؟”
نظرت إليه بارتياب وقلت بتأني: “أكيد”.
دان رد علي بابتسامة: “أنا أواجه نفس المشكلة، هناك أكاديمي يحمل نفس اسمي”
رددت عليه: “بالحقيقة أنت لا تواجه نفس المشكلة، لأن مشكلتي الأصلية هي أن ثلاث غرباء سرقوا هويتي وأنشأوا نسخة آلية مني ورفضوا إزالتها بالرغم من أنهم يعملون في جامعات محترمة ويقدمون أحاديث في تيد”
تنهد دان طويلًا: “أنت تقول إن هناك جون رونسون واحد فقط، وتقدم نفسك على أنك جون رونسون الأصلي وتود أن تحافظ على أصالة شخصيتك وتكاملها؟”
حدقت به. وأضاف “نحن نشعر بالانزعاج منك، لأننا لسنا مقتنعين بما تقوله، أنت تحاول حماية شخصيتك الإلكترونية..تحاول أن تحمي “جون رونسون” كعلامة تجارية خاصة بك، أليس كذلك؟”
صرخت به “لا! أنه أنا من يغرد!”
رد دان “الانترنت ليس العالم الحقيقي”
أجبته “أنا أكتب تغريداتي، واضغط على علامة إرسال، لذلك أنا من يغرد على تويتر”
حدقنا ببعضنا البعض، قبل أن أقول له “ما تفعلونه ليس أكاديميًا على الإطلاق، هذا ما بعد حداثي، هذه حقيقة ما تفعلونه”.
رد على دان “هذا غريب، أجد الطريقة التي ترى فيها الموضوع برمته غريبة. لا بد أنك من الناس القلائل الذين قرروا أن يستخدموا اسمائهم الحقيقة على تويتر. من يفعل ذلك؟ هذا السبب الذي يجعلني أشك بدوافعك جون، ويجعلني أعتقد أنك تريد استخدامه لإدارة علامة تجارية”
لن أرد عليه، وحتى هذا اليوم يؤلمني أنه لم يخطر على بالي في تلك اللحظة الإشارة إلى أن حساب لوك ميسون على تويتر هو LukeRobertMason@
استمرت محادثتنا على هذا النحو لمدة ساعة، أخبرت فيها دان أني لم استخدم في حياتي مصطلح إدارة علامة تجارية. “وأن مثل هذه اللغة غريبة علي، كما هي الحال مع السبام بوت، فلغته مختلفة عن لغتي”.
رد الثلاثة أنهم يتفقون معي.
شرحت لهم أنه “لهذا السبب ما تفعلونه يغضبني كثيرًا. فهو يقدم صورة محرفة عني.”
قال لي دان: “نحن نود أن يشبهك كثيرًا”
أجبته: “أود أن يختفي”
أطلق صفرة عالية: “هذا غريب، أجد شيئًا نفسيًا مثيرًا للاهتمام حول هذا”
سألته “لماذا؟”
قال: “لأني أجد هذا عدائيًا لحد كبير. تريد أن تقتل هذه الخوارزميات؟ لابد أنك تشعر بالتهديد بطريقة ما” ونظر لي بنظرة قلقة وأكمل: “عادة نحن لا نحاول قتل الأشياء التي تزعجنا”
صرخت عليه: “أنت ترول troll!”
*******
عندما انتهت المقابلة، ترنحت للخارج في المساء اللندني. خفت من نشر الفيديو على اليوتيوب، لأني كنت متشنجًا واصرخ طوال الفيديو. ولكني تشجعت وقوّيت نفسي أمام التعليقات التي قد تسخر من صراخي وقمت بنشر الفيديو. بعد مضي عشر دقائق من نشر الفيديو، ألقيت نظرة عليه.
قرأت التعليق الأول، ” هذه سرقة هوية! عليهم احترام الحرية الشخصية لجون” التعليق الثاني كان يقول “على أحدهم فتح حسابات بأسماء هؤلاء المهرجين على تويتر ونشر تغريدات متعددة عن رغبتهم الشديدة بدعارة الأطفال!” ابتسمت ابتسامة عريضة. أكملت قراءة التعليقات “هؤلاء الثلاثة حمقاء، عليكم مقاضاتهم وتدميرهم. لو رأيت هؤلاء الأشخاص وجها لوجه لقلت لهم أنهم أوغاد لعينون” لم تسعني الفرحة وأنا أقرأ كل تلك التعليقات، شعرت وكأنني “القلب الشجاع” أمشي في الميدان، أمشي وحيدًا في البداية ومن ثم يبدو جليًا أن المئات يسيرون خلفي.
“سفلة وأغبياء مضطربون. كيف لهم أن يتلاعبوا بحياة أحدهم هكذا ومن ثم الضحك على ألم وغضب الضحية!” كتب أحدهم في تعليق آخر.
“هؤلاء الحمقى الكريهين. هؤلاء الأكاديميون المرضى يستحقون الموت. العاهر الذي يجلس في الوسط مضطرب عقليا”
تجهمت قليلا، تمنيت أن لا أحد فعلا سيلحق الأذى بهم. توالت التعليقات وراء بعضها البعض. فلقد كتب أحدهم “فلنسممهم، ونتبول بعدها على جثثهم”
****
فزت. خلال أيام حذفوا المستخدم الذي يحمل اسمي على تويتر. شُّهر بهم حتى خضعوا، التشهير بهم علنيا كان كالزر الذي أعاد ضبط المصنع. احتشد المجتمع، والتوزان تُدورِك. بعد حذفهم للحساب، كتب الأكاديميون مقالة في صحيفة الجارديان يشرحون فيها أن هدفهم بعيد المدى كان إلقاء الضوء على استبداد خوارزميات وول ستريت “ليس فقط جون رونسون من يتلاعب روبوت بحياته، كلنا نتعرض لنفس الشئ”. لازلت لم أفهم لماذا التظاهر بأني أكل فطائر الواسبي قد يوضح للناس كيف أن خوارزميات وول ستريت تستبد بهم.
****
رد ديفيد بيسولا على السبامبوت “طُلب مني التقاعد…هل تفهم ما يعني ذلك؟” وبعدها كتب ” تبقى لك عدة ساعات. اتمنى أن تستمتع بها.”
*********
أرسلت له بريدا إلكترونيا “فقط احذفه!” كنت سعيدا لانتصاري عليهم، كان شعورا رائعا. التف المئات من الغرباء حاول العالم ليخبروني أني على حق. كانت النهاية المثالية.
***
هذا جعلني أتذكر بعض حوادث التشهير التي حصلت على وسائل التواصل الاجتماعي واستمتعت وكنت فخورا بها. أعظمها حدث في اكتوبر 2009، عندما وجدوا ستيفن جيتلي مغني فرقة boyzoneميتا خلال عطلته مع صديقه اندريو كاولز. المحقق خلص أن موته كان لأسباب طبيعية، ولكن محرر العمود الصحفي في الديلي ميلز جان موير كتب ” أيا كان سبب موته، فهو ليس طبيعيا…. أن موته يسدد ضربة أخرى لخرافة النهاية السعيدة للزواج المدني”. على تويتر كلنا نعرف ماذا يعني أن تكون المستضعف/الخاسر. والآن نحن أمام واحد من أفراد النخبة البريطانية يحاول أن يشّهِر مجددا بمجتمع الشواذ جنسيا مختارا أقسى الأوقات لفعل ذلك. لم يكن أحد مستعدا لتحمل ظهور تلك الرجعية مجددا، وكنتيجة للغضب الجماعي طلبت كل من نستله ومارك & سبنسر إزالة اعلاناتهم من موقع الصحيفة الالكتروني. كان ذلك وقتا عظيما، لقد أوجعنا الصحيفة بسلاح لم تفهمه: سلاح التشهير على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعدها، عندما يتجاوز القوي حدوده، يجدنا له بالمرصاد. عندما سخرت الديلي ميل من أحد بنوك الطعام لتقديم هذا البنك لمراسلهم السري وجبة من دون التأكد من هويته، قام الناس على تويتر بالتبرع ب 39 ألف جنيه استرليني للبنك في نهاية نفس اليوم الذي نشروا فيه التقرير.
أحدهم غرد متفاعلا مع حملة التبرع: “هذا الشيء اللطيف حول مواقع التواصل. الصحيفة، والتي تعتمد على الكذب على الناس، لا يمكنها أن تتعايش مع فكرة أن الناس يتخاطبون فيما بينهم ويشكلون أراءهم بنفسهم.”
عندما رفض نادي رياضي في لوس انجلس إلغاء عضوية زوجين خسرا وظيفتهما ولا يمكنهما دفع الرسوم، تآزرنا من أجلهما، مما اضطر النادي للتراجع. أطاح بهؤلاء العمالقة الاشخاص الذين اعتادوا أن يكونوا ضعفاء: المدونون وأي شخص على وسائل التواصل. وهذا السلاح الذي يطرحهم كان سلاحا جديدا: التشهير على الانترنت.
وفي أحد الأيام أدركت أن عواقب حقيقة تحصل بسبب هذا السلاح. كنا نقف امام اعتاب نهضة قوية للتشهير العلني، والذي ركد لما يزيد عن 180 سنة (حدد ظهور العقاب العلني في 1837 في بريطانيا وفي 1839 في امريكا) والآن يعود بقوة. عندما نعلن التشهير، فأننا نستخدم أداة قوية جدا. أداة قسرية، لا تعرف الحدود وسرعتها وتأثيرها متزايدتين. لم يعد هناك هرمية (ترتيب طبقي)، الكل أصبح لديه صوت، كان ذلك أقرب لدمقرطة العدالة. عندها اتخذت قرارا أنه في المرة المقبلة التي أرى فيها تشهيرا علنيا يحصل لمذنب اقترف شيئا جسيما، سأحقق بدقة لأي مدى كان التشهير فعالا لتصحيح الخطأ الذي حصل.
لم اضطر للانتظار طويلا. بعد الغاء الحساب الذي يتقمص شخصيتي ب12 أسبوعا فقط، كان هناك رجلا في منتصف ليلة الرابع من يوليو مستلقيا على أريكته في فورت جرين، بروكلين، باحثا عن أفكار لتدوينة طلب منه كتابتها عندما اكتشف اكتشافا غير متوقع.