يروي محمد أسد “في الطريق إلى الإسلام” قصة اعتناقه للإسلام في إطار قصصي ممتع وسلس الأسلوب، حيث يسترجع ذكرياته ورحلاته في الشرق الأوسط وإيران وأفغانستان وكيف أن تجاربه كافة -تعامله مع المسلمين، تأملاته في حياة العرب، وغيرها- قادته ليعتنق الإسلام. يوجه محمد أسد كتابه للقراء المسلمين والغير مسلمين على حد سواء. القصة التي يرويها لنا ليست سيرة ذاتية أو محاولة لإثبات عظمة الإسلام، بل هي قصة تقدم تأريخًا للحياة في الشرق الأوسط سياسيا واجتماعيا وخلالها يعرض محمد أسد رحلته الطويلة في اكتشاف الإسلام والبيئة الإسلامية
تعرف محمد أسد على الإسلام بنفسه في رحلة عظيمة وضح فيها ماذا كان ينقصه قبل الإسلام وماشعر به بعد اعتناقه له. لم يحاول محمد أسد في كتابه أن يظهر نفسه بمظهر الملاك، بل على العكس قدم رحلته بمنتهى الشفافية موضحًا الهفوات التي ارتكبها. إدوارد سعيد في كتابه “الاستشراق” ذكر أنه عندما يبتعد الشخص عن حضارته وثقافته الأم ويذهب لثقافة مختلفة فأنه يستطيع أن يقيّم تلك الثقافتين بشكل موضوعي و كذلك يقيّم نفسه بشكل أفضل. وهذا ماحصل مع محمد أسد فعندما سافر للشرق الأوسط استطاع أن يسلط الضوء على نقاط الضعف في الحضارة الغربية خلال القرن العشرين وكيف طغت المادية الغربية على حياة الناس مبعدتهم عن الروحانية التي يحتاجونها. كما استطاع أيضا أن يقيم الحضارة الإسلامية ويكتشف نقاط الضعف والقوة فيها. المقارنة بين الحضارتين المختلفتين مكّنت محمد أسد بالنهاية من أن يقيّم نفسه بشكل دقيق. خلال رحلته التقى محمد أسد بعدد من الشخصيات السياسية الشهيرة مثل الملك عبدالعزيز، لكن بالرغم من علاقته الوطيدة بتلك الشخصيات فهو لم يتواني أن ينتقد نقاط ضعفهم في نفس الوقت الذي سلط فيه الضوء على نقاط قوتهم. محمد أسد استطاع أن يستعرض ما ينقص المسلمين وكيف أن ضعفهم وابتعادهم عن الدين أدى إلى الوهن الذي كان سمتهم آنذاك. ولأنه اعتنق الإسلام عن قناعة، فلقد قضى حياته في محاولة لإصلاح نفسه وإصلاح المسلمين. في كتابه قدم لنا سرد رائع للحياة آنذاك
المادية التى كانت الداء الذي أًصاب الحضارة الغربية في القرن العشرين، هي ما أصابت المسلمون في هذا العصر. تلك المادية التى قضت على أرواحنا…التأملات والملاحظات التى ضمّنها الكاتب في كتابه هي ما زادت من قيمة هذا الكتاب وروعته…الكتاب يرتبط بكل شخص منا الآن لأنه يطرح تساؤلات لازال الكثير منا مشغولا بها
يستحق هذا الكتاب اقتناؤه لما يحويه من عبر كثيرة